.
يصعب على المصابين بأحد اضطرابات القلق التعامل مع مشكلتهم دون الحصول على الدعم، وعادة ما يعزز ذلك من شعورهم بالقلق؛ لأن القلق المزمن الذي يمرون به ينتج عن خدعة يسببها لهم القلق نفسه، إن صح التعبير، فما خدعة القلق؟ وكيف نتغلب عليها؟
ما أبرز اضطرابات القلق؟
تسبب هذه الاضطرابات قلقا شديدا ولفترات طويلة لمن يعانيها، حيث تؤثر في قدرته على أداء أنشطته وأعماله اليومية، علماً أن أبرزها يتمثل في الرهاب الاجتماعي، واضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري.
ما خدعة القلق؟
يستجيب الإنسان لأي خطر يتعرض له بواحدة من ثلاث استجابات ممكنة، وهي إما مواجهة الخطر، وإما الهرب منه، أو الاستسلام له. وتكمن خدعة القلق في اعتقادنا أن ما يزعجنا يمثل خطرا حقيقيا، فيدفعنا لحماية أنفسنا بشيء من الاستجابات السابقة.
كيف يخدعنا القلق؟
تعد غريزة الإنسان التي تدفعه إلى حماية نفسه من الخطر إحدى العوامل التي تسبب نجاح تأثير القلق، حيث توضح الأمثلة التالية آلية تأثير القلق في المصاب:
· يُخدع المصاب بالرهاب الاجتماعي، معتقدا أن التوتر الشديد سيظهر عليه أمام الآخرين، وأن ذلك سيبعدهم عنه، ما يدفعه إلى تجنب المواقف الاجتماعية نهائيا.
· يُخدع المصاب برهاب أو فوبيا محددة، حيث يظن أن الغرض أو الشيء الذي يخشاه سيسبب له الأذى، كالخوف من ركوب المصعد.
· يُخدع المصاب باضطراب الوسواس القهري فيعتقد أن أمرا قد يقوم به، مثل نسيان إغلاق النوافذ سيسبب كارثة كبيرة فيتحقق من إغلاقها مرارا وتكرارا.
· يُخدع المصاب باضطراب القلق العام، معتقدا أنه على وشك الإصابة بالجنون بسبب شعوره المستمر بالقلق.
والجدير بالذكر هنا أن كل المخاوف السابقة تمر على المصاب دون أن يحدث ما يخشاه، ولكن هذا لا يضع حدا للقلق، بل يمهد للموقف القادم ليُخدع المصاب من جديد.
كيف يستمر القلق في خداعنا؟
يستمر القلق في خداعنا لأن الأمر الذي يخشاه المصاب لا يؤدي إلى الكارثة التي يتوقعها فيعتقد أن ما قام به من تفكير مفرط أو تجنب للموقف ساعد على تفادي هذه الكارثة، ما يدفعه إلى التمسك بقلقه والاستسلام له.
كيف نتغلب على خدعة القلق؟
فيما يلي بعض النصائح التي تساعد على التغلب على خدعة القلق وتخطيها:
· يعد التعرض لمسبب القلق من أهم الوسائل للتغلب عليه، لذا راجع أخصائيًا نفسيًا يساعدك على تحديد خطة تهدف إلى التعرض لما يقلقك بشكل تدريجي.
· لا تقاوم شعورك بالقلق في أي موقف تتعرض له، فالهدف هو تطوير القدرة على تحمل القلق للسيطرة عليه والحد من تأثيراته.
· حدد محفزات القلق لديك، كقلة النوم أو الوجود ضمن مجموعة من الأشخاص، وتعامل مع هذه المحفزات بشكل سليم حتى تحد من تأثيرات القلق.
· تعرف المشاعر التي يسببها لك الموقف الذي تخشاه، كالقلق أو الخوف أو الإحراج؛ حتى تتمكن من التعامل معها بشكل صحيح.
· تخلص من أنماط تفكير تزيد من سيطرة القلق عليك، كتوقع الأسوأ دوما أو البحث في الجوانب السلبية فقط وتجاهل الجوانب الإيجابية.
· مارس تمارين تساعدك على الاسترخاء، كالتنفس العميق، فهي تساعد على الحد من علامات القلق، كتسارع نبضات القلب، ما يسهل عليك التعامل مع القلق.
https://www.lindaklaffey.com/anxietys-grip-7-steps-break-free/