المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

عندما يكون كُل خيار ليس جيدًا بما يكفي كيف نقلل من المثاليّة المُفرطة؟

 

عندما يكون كُل خيار ليس جيدًا بما يكفي كيف نقلل من المثاليّة المُفرطة؟

 

 

 

ما هي المثالية المفرطة؟ وما هو الفرق بين السعي للنجاح والإتقان والمثالية؟

المثالية المفرطة حسب تعريف المعالج النفسي والباحث الدكتور قوردن فلت: هذه الفئة من الأشخاص الذين يسعون إلى الكمال، هم يفكرون بتطرف وحديه شديدة، إما كامل لا تشوبه شائبة، أو ناقص، ويريدون الكمال المطلق.
 
قد يكون التقصير البسيط بالنسبة لهم محبط إلى درجة كبيرة ولا يختلف كثيرًا عن تأثير النقص الكبير، فمعيار واحد يفقدهم الشعور بكامل الرضا، لذلك يجب أن يكونوا مثاليين تمامًا.

الفرق الكبير بين شخص يسعى إلى الكمال وشخص يسعى إلى التميز هو، «هل هم راضون ؟» من المرجح أن يكون الشخص الذي يسعى جاهدًا من أجل التميز سعيدًا بما فعله، لكن الداعي إلى الكمال المتطرف، عادةً، لا يكون راضيًا أبدًا حتى عندما يكون هناك إنجاز عظيم، لذا؛ فإن الأمر يتعلق فقط بكيف يحققون معايير الكمال في المحاولة التالية بدلًا من الاستمتاع بأي رضا قد حدث.
صفة المثالية المفرطة يمكن أن تكون مكتسبة من الأهل، ولكن عندما ننظر لأساليب التربية التي فيها تأنيب مستمر للأخطاء وطرح الأسئلة الكثيرة على الأبناء والتوبيخ على الهفوات البسيطة يمكننا القول أن لها دور في ظهور مثل هذه الأفكار على الأفراد مع مرور السنين، والمحيط الاجتماعي الذي يعزز أفكار المثالية ولا يتقبل النقص أيًا كان، هو محيط يعزز مفهوم أهمية رضا الآخرين بشكل مبالغ فيه.
خطوات التعامل السليم مع المثالية المفرطة
أولًا: معالجة المشاعر والأفكار التي ترتبط بالمعايير العالية مثل الرغبة في الحصول على القبول من الآخرين، ويبدأ الفرد في ملاحظة هذه المشاعر والأفكار المرتبطة بها مثل (يجب أن يكون العمل متقن 100% لكيلا يستاء مديري وأفقد إعجابه بكل تأكيد)
بينما يكون التفكير المرن (هدف المهمة الأساسي هو تعلم كيفية كتابة تقرير مفيد وتسليمه للإدارة خلال فترة زمنية وهو ما حققته بالفعل أما العواقب الأخرى فلا يمكنني السيطرة عليها)
ثانيًا: ممارسة تجارب سلوكية بسيطة تدريجية لتخفيف المعايير مثل التقليل من عدد تكرار مهمة معينة، والاحتفال بإتمام المهمة دون الخوض في تفاصيلها، على سبيل المثال: إعداد تقرير العمل وعدم الرجوع فيه الى استشارة الزملاء ثم تقديمه للمدير، العمل في فريق وتسليم شخص مهمة معينة دون الإشراف المباشر عليها.
ثالثًا: مراجعة المعايير العالية وتقدير العواقب بواقعية، على سبيل المثال : تقدير غير واقعي (التأخر عن بداية الاجتماع سيضر بمخرجات الاجتماع كثيرًا)
ويكون التفكير الواقعي بطرح أسئلة على نفسك عند الشعور بالقلق بسبب المثالية:
-
هل ردة فعلي متطرفة وشديدة؟
هل الفكرة التي تراودني الآن متوازنة أو أنها من ضمن التطرف إما أبيض أو أسود؟
هل أنا أحاول الآن السيطرة على أمور خارج نطاق قدرتي؟
-
كيف يمكنني أن أتعامل مع نفسي بمرونة الآن؟ 

 


مع تحيات المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
المصدر